التبادل الإخباري
في عقد الستينيات من القرن العشرين تنبأ ماك لوهان (McLuhan) عالم الاتصالات الكندي الشهير، بأن العالم سيقترب بعضه من بعض أكثر و أكثر ليصبح قرية صغيرة، استنادا إلى المستحدثات التي أفرزتها تكنولوجيا الاتصال ممثلة في تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية.
والآن وبعد مرور أكثر من خمسة عقود على إطلاق أول قمر اصطناعي عرفه العالم من قبل الاتحاد السوفييتي السابق في العام 1957، تدور حولنا الآلاف من الأقمار الاصطناعية حاملة معها العالم كله لتضعه في شاشة صغيرة. ومع تزاحم صحون الاستقبال الفضائي فوق أسطح منازلنا، يمكننا مشاهدة الآلاف من القنوات المتلفزة عبر المحيطات، ما جعل التنافس عل أشده بين هذه القنوات لتقديم الأفضل وكل ما هو جديد لكسب المزيد من المشاهدين.
بعيدا عن القنوات الفضائية المنوعة التي لا تحصى، المتمثلة في قنوات (الأغاني والمنوعات، الأفلام السينمائية والمسلسلات، والأفلام الوثائقية) وغيرها من القنوات التي لا تهتم بالبث المباشر الإخباري سياسية كانت أو رياضية أو اقتصادية، هناك قنوات فضائية إخبارية تتسابق على البقاء في القمة أو الوصول إليها عن طريق الوقوف على الأحداث وإيصالها إلى المشاهدين وقت وقوعها بطرق شتى، كالانتقال إلى موقع الحدث مباشرة ونقل كل ما يحدث أولا بأول، وإعداد التقارير و البرامج التحليلية، وغيرها.
القنوات الإخبارية ليست مجرد مذيع أو صحافي أو مراسل يكتب الخبر و ينقله على الشاشة فحسب، بل هناك فريق كامل و متكامل يعمل خلف الكواليس ليتلقى الخبر و ينسقه و يجمع ما يلزم لإنتاج برامج على درجة عالية من الجودة من الناحيتين الفنية والإعلامية على حد سواء، بحيث تصل الرسالة الإعلامية إلى المستقبل محققة بذلك أهدافها المنشودة، وهنا يمكن أن نسمي هذا الفريق بـ”التبادل الإخباري” (Newsgathering).
يعتبر “التبادل الإخباري” في القنوات الفضائية العمود الفقري للمواد الإخبارية التي يتم بثها على الشاشة، فهو بمثابة حلقة وصل بين القناة والعالم الخارجي وكل ما يتعلق بإرسال و استقبال المواد من وإلى القناة، وإدارة العمليات الفنية واللوجستية بجميع أشكالها.
أضف تعليقك على هذه الدورة