الدبلوماسية الإعلامية

Dr. Mahmood Rahma

الدبلوماسية الإعلامية

الدبلوماسية هي كلمة يونانية اشتقت من كلمة دبلوم او دبلون ومعناها طبق أو طوى أو ثنى فلقد كانت تختم جميع جوازات السفر ورخص المرور على طرق الإمبراطورية الرومانية، وقوائم المسافرين والبضائع على صفائح معدنية ذات وجهين مطبقين ومخيطين سوياً بطريقة خاصة وكانت تذاكر المرور هذه تسمى (ديبلومات) واتسعت كلمة دبلوماً حتى شملت وثائق رسمية غير معدنية التي تمنح المزايا أو تحتوي على اتفاقات مع جماعات أو قبائل أجنبية. والشخصية الدبلوماسية هي الشخصية الذكية التي تتعامل مع المواضيع بلباقة وحسن انتقاء الكلام.

وتعرف الدبلوماسية الإعلامية بأنها «فن التفاوض» وإدارة العلاقات بين الدول، وتعتبر القوة الإعلامية الدبلوماسية الإعلامية قوة الدولة في التحكم بالمعلومات وكيفية استخدامها للتأثير على الشعوب في تشكيل صورتها الذهنية، وهذا بالطبع يرتبط بقوة الدولة الإعلامية او مدى تعامل الكوادر البشرية والخبراء مع وسائل الاعلام سواء باستخدام وسائل الاعلام التقليدية (الصحف، الإذاعة، التلفزيون) أو وسائل الاعلام الحديثة (الأقمار الصناعية، الانترنت) وذلك لخلق صورة إيجابية عن الدولة.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يمكن تفعيل دور وسائل الاعلام المختلفة لخلق الدبلوماسية الإعلامية؟

الإجابة وبكل بساطة تتلخص في نقاط عدة وهي:

أولاً: تفعيل وبناء علاقات مع القائمين على وسائل الاتصال واستمرارية تقديم المعلومات للإعلاميين وكسب ثقتهم والذي بدوره سيؤثر بشكل إيجابي على التدفق العالمي للمعلومات

ثانياً: ظهور وتمثيل الدولة على شاشات التلفاز والإذاعة تجاه قضايا ومواقف معينة ودعمها، من خلال تقديم الحجج والأدلة والبراهين وبذلك تستطيع أن تأخذ الدولة موقفا واضحا ومحددا على الأجندة الدولية بمعنى أنها تفرض نفوذها على الرأي العام الدولي.

ثالثاً: إطلاق محطات إذاعية وتلفزيونية مختلفة سواء كانت موجهة او غير موجهة وذلك بهدف تشكيل صورة ذهنية إيجابية عن الدولة وتمثيل الدولة إعلاميا وبسط نفوذ الدولة عن طرق البرامج الحوارية لدعم قضايا الدولة، والمسلسلات وغيرها للوصول لغايتها وذلك بضرب عصفورين بحجر واحد ألا وهو الترفيه وخلق صورة إيجابية عن مواقفها تجاه بعض القضايا.

إن القوة الإعلامية أصبحت بمصاف القوة العسكرية للدولة، بل تضاهيها حيث أصبحت تلعب دوراً مهماً في تحقيق الأهداف السياسية الخارجية والمحافظة على المصالح القومية للدولة.

author avatar
Dr. Mahmood Rahma CEO
مزج الإعلامي محمود رحمة مؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة اور ميديا الخبرة الميدانية والدراسة الاكاديمية في مجال الإعلام والعلاقات العامة، من خلال حصوله على درجة الدكتوراة في الإعلام والعلاقات العامة وعضوية المعهد الملكي البريطاني للعلاقات العامة، وعمله كمدير للبرامج الإخبارية في مجموعة بينونة للإعلام قبل أن يصبح أخصائيا إعلاميا ويقدم استشاراته للجهات الحكومية والخاصة. بدأ محمود رحمة مشواره الإعلامي منذ التحاقه بشبكة الجزيرة الفضائية في عام ٢٠٠٢، وبحكم منصبه كرئيس لفريق التبادل الإخباري، وقبل أن يعود إلى وطنه الإمارات، اكتسب محمود خبراته الميدانية من خلال تغطية الأحداث الساخنة والمؤتمرات والانتخابات الرئاسية حول العالم، وكان لتعامله مع كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية واحتكاكه بكوكبة من الإعلاميين حول العالم، الأثر الكبير على فكره الإعلامي وحماسه في العمل، كما أن الدراسات والبحوث التي أجراها محمود رحمة في مجال الاعلام دفعته إلى تأليف أول كتاب من نوعه في مجال التبادل الإخباري ليضيف أفكار وحلول قيمة في جميع مجالات الاتصال الإعلامي والجماهيري.

اترك تعليقاً

CSR

مفهوم المسؤولية الاجتماعية للشركات

لم تعد المسؤولية الاجتماعية للشركات مجرد كلمة طنانة؛ لقد أصبح جانبًا حيويًا من الأعمال الحديثة. ومن خلال تبني المسؤولية الاجتماعية للشركات، لا تستطيع الشركات…

Read More »
Media Now

وضع الإعلام

أصبح الاعلام اليوم هو العامل الاساسي في تغيير اتجاه بوصلة الاحداث، والتأثير في الرأي العام، وكذلك الاعلام يعتبر العامل الاساس لنقل او توجيه اي رسالة للجمهور. ومن خلال ما حصل من تطورات كبيرة حدثت وستحدث،

Read More »
Live to learn and learn to live

عش لتتعلم وتعلم لتعيش..

يمثّل التدريب ذلك النشاط المدروس الذي يضمّ عدداً من الخطوات المنتظمة، والتي تهدف بشكل رئيسي إلى تحقيق الغايات والأهداف من خلال تنمية وتطوير الجوانب المعرفيّة، والعلميّة، والمعلوماتيّة، وطرق التفكير لدى المتدرب، وتسعى إلى إحداث تغيير

Read More »
Shopping Cart
Scroll to Top