رهبة التحدث أمام جمهور..

إن صوتك يعبر بالتأكيد عن شخصيتك، فهو يحمل تاريخك بقدر ما يحمل كل شيء آخر عنك، والتحدث أمام جمع من الناس مهارة مطلوبة بشكل متزايد في العديد من الوظائف، سواء كان ذلك من خلال تقديم عرض توضيحي لنتائج مشروع معين، أو ضرورة التحدث بصوت مرتفع في اجتماع يضم عدداً كبيراً من الناس، أو تقديم محاضرة في مجال تتميز فيه.

فالتحدث أمام الجمهور دون مخاوف يحتاج إلى خبرات حياتية وتدريبية فالتوتر النفسي يبدأ مع بداية الحديث ومواجهة الجمهور ثم يبدأ بالتلاشي تدريجياً بعد حوالي دقيقتين في الأحوال الطبيعية ولكن لابد أن تتعلم كيف تسيطر على مشاعرك وتأكد أن الجمهور لا يعرف ما تعرفه، لذا لا داعي للتوتر فأنت الأقوى والأكثر علماً، فاترك الخوف جانباً وتكلم بثقة.

وتأكد أن التحضير الجيد للمحاضرة قبل إلقائها بوقت كاف يزيل نسبة كبيرة من التوتر فالموضوع والأفكار عند تكرارها عدة مرات، ستجعلك تتحدث بسهولة ويُسر وقت الإلقاء، وستزداد ثقة في الأداء.

كما أن تنظيم تنفسك بحيث تتوقف ثواني لالتقاط الأنفاس؛ لأن التواصل دون شهيق وزفير يُشعرك بالتوتر، ولا مانع من أن تشرب بعض جرعات من الماء؛ حتى تألف الحديث أمام الجمهور.

وإليك بعض النصائح التي تساعدك في التغلب على خوفك من التحدث أمام جمهور:   

1.    تعزيز ثقتك بنفسك

عد بالذاكرة الى سنوات طفولتك، وتذكر أول مرة قمت فيها بالتحدث أمام الآخرين، على الأرجح  قالت لك المعلمة “ثق بنفسك”، هذا هو حتماً سرّ النجاح! لتحسين أدائك خلال التحدث أمام جمهور ينصحك الخبراء بتحقيق التوازن ما بين مستوى هدوئك وتوترك، فانعدام الثقة بالنفس يجعلك تبدو ضعيفاً وغير مهني، في حين أن التمتع بثقة زائدة يجعلك تبدو شخصاً متكبراً وقد يؤثر سلباً على أدائك. لذا احرص على تحقيق التوازن بين الأمرين!

2.    تنمية مهارات التواصل البصري

مهما حصل، لا تتجنب النظر الى أعين الجمهور. إذ سيشعر الآخرون بالإهمال ويفقدون حماسهم ورغبتهم بسماعك. لذا ننصحك بتعزيز مهارات التواصل البصري، فكما هو الحال في التحضير لإجراء مقابلة عمل، اطلب من زملائك أو أصدقائك أن يلعبوا دور الجمهور وقم بإلقاء خطابك أمامهم، وتدرّب على النظر في أعين كل شخص جالس أمامك.

3.الربط بين النقاط الرئيسية

يعتمد نجاح خطابك بلا شك على شخصيتك ومستوى إبداعك. ولكن الحفاظ على تناسق الخطاب يعتمد على قدرتك على الربط بفعالية بين النقاط الرئيسية. لذا احرص على إضافة جمل بسيطة وواضحة بين النقاط الرئيسية. فمثلاً بعد مناقشة المنتج الجديد الذي ستطلقه شركتك، أضف جملة “والآن بعد أن اطلعنا على منتجنا الجديد، سأتحدث عن الفائدة التي سيعود بها على المجتمع”. فذلك سيجعل المستمعون يتذكرون خطابك لأطول فترة ممكنة.

4.   التركيز على النقاط الرئيسية  

من السهل جداً التحدث بالتفصيل عن منتج معين لديك خبرة كبيرة به، ولكن مشاركة كافة التفاصيل الصغيرة مع الجمهور سيؤثر سلباً على أدائك. فعند تحضير خطابك، قم برسم مخطط يدور حول ثلاث نقاط رئيسية ترغب بإيصالها الى الجمهور، واحرص على ربط كافة المحتوى بها.  

5.   مراقبة حركة اليدين

تلعب لغة الجسد دوراً مهماً للغاية عند إلقاء خطاب أمام جمهور، فإن لم تعلم أين تضع يديك، قم باستخدامهما! يمكنك مثلاً استخدام بطاقات متعلقة بالموضوع الذي تتحدث عنه أو القيام بحركات معينة أو عدّ النقاط على أصابعك.

إذن الطريق الوحيد للتغلب على التوتر أثناء التحدث للجمهور، هو مواجهة المخاوف والاستمرار في الحديث؛ لأن التوترات سوف تختفي بعد دقائق من الحديث ولن يتأتى ذلك إلا بالتدريب الجيد، فاستثمر في نفسك واستغل طاقاتك الإبداعية لتكن دوماً في الصدارة من خلال مهاراتك الشخصية.

author avatar
Dr. Mahmood Rahma CEO
مزج الإعلامي محمود رحمة مؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة اور ميديا الخبرة الميدانية والدراسة الاكاديمية في مجال الإعلام والعلاقات العامة، من خلال حصوله على درجة الدكتوراة في الإعلام والعلاقات العامة وعضوية المعهد الملكي البريطاني للعلاقات العامة، وعمله كمدير للبرامج الإخبارية في مجموعة بينونة للإعلام قبل أن يصبح أخصائيا إعلاميا ويقدم استشاراته للجهات الحكومية والخاصة. بدأ محمود رحمة مشواره الإعلامي منذ التحاقه بشبكة الجزيرة الفضائية في عام ٢٠٠٢، وبحكم منصبه كرئيس لفريق التبادل الإخباري، وقبل أن يعود إلى وطنه الإمارات، اكتسب محمود خبراته الميدانية من خلال تغطية الأحداث الساخنة والمؤتمرات والانتخابات الرئاسية حول العالم، وكان لتعامله مع كبريات المؤسسات الإعلامية العالمية واحتكاكه بكوكبة من الإعلاميين حول العالم، الأثر الكبير على فكره الإعلامي وحماسه في العمل، كما أن الدراسات والبحوث التي أجراها محمود رحمة في مجال الاعلام دفعته إلى تأليف أول كتاب من نوعه في مجال التبادل الإخباري ليضيف أفكار وحلول قيمة في جميع مجالات الاتصال الإعلامي والجماهيري.

مقالات ذات صلة

الإدراك

يتوقف سلوكنا على كيفية إدراكنا وانتباهنا لما يحيط بنا من أشياء وأشخاص ونظم اجتماعية، ونحن نتعامل مع المثيرات الموجودة في البيئة كما نفهمها وندركها وليس…

أضف تعليقك على هذه الدورة